رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 426 - الجزء 1

  عليه فلا شيء اعظم منه أن يوفقنا الى رضوانه آمين (ومن أحس من قلبه القساوة وقلة التنبه فليتصور أحواله عند الغرغرة بالموت) بالنسبة الى ما قد رآه من غيره مشاهدة في اخوانه وأخدانه ومن قد جالسه واخا لله وصافاه ومن هو أقوى بدناً وأصبح بنية (و) كيف به حال (النزع) ومن ينقذه منه وأناله الخلاص (وعند مفارقة الروح للجسد) حتى لا يستطيع حراكاً) (ويتصور حاله تلك عند أهله وحالهم عندها) لا يستطيع أحد منهم يدفع (شيئاً) مما ورد عليه (ويذكر ايتامه وبكاهم عليه وندبتهم وغير ذلك مما هو معلوم بضرورة العادة) فلا ينتفي بشك ولا شبهة فكيف يغفل العبد عن هذا مع اليقين به فعليه تكرير تذكر هذه الأمور مرة بعد مرة حتى يلين قلبه عن القسوة المهلكة ويقصر أمله فأن التسويف أعظم غرور إذ لا يشعر العبد متى يسقط عليه الموت وقد يكون والعياذ بالله فجأة بأي سبب يحدث عليه فإنه لا يثق بنفسه طرفة عين مع أنه في حياته الى عند مماته في كبد كما قال الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤}⁣[البلد] فما له لا يجعل ذلك الكبد في رضاء ربه اذ لا بد له منه كما يجده كل عاقل من نفسه في هذه دار البلوي واللاوى⁣(⁣١) ليفضي به كبده في رضاء الله الى جنة المأوى {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٧٢}⁣[التوبة] (عنه ÷ «من أكثر ذكر الموت سلا عن الشهوات ومن سلا عن الشهوات هانت عليه المصيبات ومن هانت عليه المصيبات سارع الى الخيرات» فعلمت أن تكرير ذكر


(١) اللاوى الشدة انتهى مختار.