رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 427 - الجزء 1

  الموت سبب لكل خير ودفع لكل ضير⁣(⁣١) فمالك لا تلزم قلبك ذكره في كل حال وتنغص به هوى نفسك وطول الآمال فإنها لا تنفعك عند الاهوال وان كنت مغروراً بها في الحال فما أسرع تحولها عنك مع المال وهذا نظير قوله ÷ «ان ذكرتموه في ضيق وسعة عليكم فرضيتم به فأجرتم وان ذكرتموه في غني بغضه اليكم فتصدقتم به فأثبتم» أو كما قال (ومن أسباب التوبة ودواعيها قراءة القرآن بصوت شجي وأستماع من يقرؤه مرتلا متوقفاً على آيات الوعد والوعيد متدبراً لها) لا سيما في الليل وأوأخره فإنه مشاهد في الغير مجرب في النفس قال الله تعالى {إِنَّ نَاشِئَةَ⁣(⁣٢) اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا⁣(⁣٣) وَأَقْوَمُ⁣(⁣٤) قِيلًا ٦}⁣[المزمل] في ذلك أشارة الى أن قراءة القرآن بالليل تكون أشد تأثيراً في القلب ولذا قال في روح العلوم تفسير القرآن لا يبعد ان الله تعالى يقذف في قلب المؤمن في آخر الليل نوراً، أو كما قال (وعنه ÷ أنه سئل عن قوله {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤}⁣[المزمل] فقال بينه تبييناً قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة) وأعلم أن من اعظم نعم الله على عبده كلام الله الذي أنزله على رسوله ÷ ويسر حفظه لمن تعلمه وأثاب عليه الثواب الذي لا


(١) أي ضرراً انتهى جلالين.

(٢) نشأ الرجل اذا قام من الليل انتهى ثعلبي.

(٣) وهو ان يواطيء قلبه لسانه والمواطئة هي الموافقة انتهى ثعلبي.

(٤) أي أصوب.