فصل
  يكون اعظم منه حتى قيل ان درجات الجنة عدد حروفه، وكما ورد في الخبر النبوي أنه يقال لحامله أقرأ وأرق فإن لك بكل حرف درجة قال ÷ «لا أقول ألم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف» أو كما قال هذا غايته في الآخرة مع فوايد قبلها لا تحصر ولا تعد في الدنيا والآخرة وقد ذكر في روح العلوم في تفسير قوله تعالى {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ}[الزمر: ٢٣] كلاماً يبهر العقول وذكر في تفسير تلك الآية من فوائده ستة عشر مقدمة وقال إنها من ألف مقدمة ذكرها في تفسيره ذلك منها قوله فإذا أقبل عليه قلبك أقبل عليك معناه ولفظه وربك فكشفا لك عن علوم تخطف(١) وقطفاً لك من ثماره بعض ما يقطف فاذا أقبلت عليه بأذن واعية انقلبت وقد أفعمت(٢) الاوعية فمنها أخباره لك ان كنت أهلا لذلك عن كل ما استخبرته وان يكسوك في الدارين وما بينها كسوة تميزك عن غيرك ويعظم جلالك في الصدر وتأديبه لك وتهذيبه واصلاحه ونحو ذلك ومنها أنه خالص سائغ للشاربين ومنها تشابه رياضة وحياضه فتجد فيه ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين أينما سلكت من أوديته، ومنها تأثيره في قلبك وقالبك تأثيرات لا يحصيها إلا الله تعالى وقد نبه عليها بواحدة لا سوى وهي قوله: {تَقْشَعِرُّ}[الزمر: ٢٣] الآية.
  ومنها نزول البركة عليك وعلى من حواليك من جماد وحيوان فيعظم انتفاع الخلق بك على عهدك ومن بعدك وتملأ الملكوت أنوارك وتقضي في جميع
(١) أي تسلب.
(٢) أي ملأت.