رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 430 - الجزء 1

  الذي اذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله» رواه ابن ماجة أيضاً.

  ولما سئلت عائشة عن قراءة رسول الله ÷ فقالت: لاكسر دكم هذا لو أراد السامع ان يعد حروفه لعدها وماسمي الترتيل ترتيلا إلا تشبيهاً بالثغر المرتل المتفرق الأسنان كما في نور الأقحوان.

  (تنبيه * اعلم أن كل من أيقن بالبعث والنشور والحساب والجنة والنار يجب لا محالة الفوز بالثواب والنجاة من العقاب وانما يصرفه عن ذلك حب الدنيا والتعظيم لها والاغترار بها ولذلك ورد حب الدنيا رأس كل خطئة) ومن شأن النفس الميل الى الدنيا قبل تهذيبها فليس لهذا المعضل⁣(⁣١) إلا الاستعانة بالله تعالى والانهماك على مطعالة وما ورد في ذمها كتاباً وسنة، وفضائل الزهد وما ورد في الآخرة والتفكر في ذلك وتكرير النظر فيه بأمعان (فاذا عرفت ما تقدم حق معرفته واكتسبت الخوف والخشية والهم والحزن ودمت على ذلك صغرت الدنيا في عينك وخف قدرها في نفسك) وهانت عليك بعد حبك لها، ولهذا كثر الوارد في ذمها من الله تعالى ورسوله.

  وضرب الأمثلة المفظعة وتكرير المواعظ المهيلة، وأكبر واعظ لمن عقل تكرير ذكر الموت بكل حال وما بعده من الأهوال.

  ولذا ورد عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه وآله «كفى بالموت واعظاً» لكن من شرطه كثرة الذكر له وتكريره (وبقدر ذلك تعظم الآخرة في قلبك ويكبر


(١) واعضد الأمر بالألف شاند انتهى مصباح.