خاتمة الكتاب
  تقدم. وأنفع ما يعالج به أن يعلم العبد بضعف نفسه بالنظر اليها بعين التحقيق ويعلم عظمة ربه كذلك بالتحقيق والنظر الى ما ورد في ضعف العبد وان كان مدركاً بالضرورة والى ما ورد في عظمة الرب جل وعلا ثم ينسلخ من أفعال المتكبرين الى افعال المتواضعين ويكون ذلك بجد من دون توان بل يقسر نفسه على افعال المتواضعين قسراً لأن النفس أولاً تأباها ثم تستلذها بعد التمرن عليها (و) الرابع (العجب) وعلاجه بالنظر في أصل العبد ومآله وما بينهما على التحقيق فإنه لا يكون العجب إلا من أحمق ناقص العقل وقد تقدم شرحه (و) الخامس (البخل) وقد تقدم وأنفع علاجه أن ينظر ما هو فيه الى ما ورد في ذمه كتاباً وسنة والتأمل في أحوال البخلاء، فإن الطبع ينفر عن ما حكي عنهم لأن العقل يقضي بخلافها بل ينكرها على البديهة وينظر ما ورد في السخاء وأهله وكفى بما رواه في التصفية من قوله ÷ «حلف الله بعزته وجلاله وعظمته لا يدخل الجنة شحيح ولا بخيل» وغير ذلك كثير (و) السادس والسابع (الحرص والطمع) وقد تقدم وأنفع أدويته الاقتصاد في المعيشة وقد(١) قال ÷ «من اقتصد أغناه الله ومن بذر افقره الله ومن ذكر الله أحبه الله» وقوله: «ان(٢) الله يحب الرفق في الأمر كله» وعلى
(١) اخرجه البزار عن طلحة ولفظه «من اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ومن تواضع تواضع الله رفعه الله ومن تجبر قصمه الله».
(٢) اخرجه البخاري عن عايشة بلفظه.