خاتمة الكتاب
  العبد أن ينظر ما في القناعة من العز وما في الطمع من الذل والصغار وما في جمع المال من الاخطار المهيلة في الآخرة.
  (و) الثامن والتاسع (المكر والخديعة): وكفى بهما ذماً أنهما من أخلاق المنافقين والكفار والشياطين فكيف لا يأباه المؤمن وقد ذمه الله في كتابه الكريم بقوله {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ٩}[البقرة] وقال تعالى {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٥٠ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ٥١}[النمل] وما ورد في السنة من الأخبار كثير (و) العاشر (الغش) ويرادفه الخيانة وهي قبيحة عقلا وشرعاً قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧}[الأنفال] وقال {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الأحزاب: ٧٢] الآية. وعن الرسول الله ÷ «من - غشنا ليس منا» وغير ذلك (و) الحادي عشر (حب الثناء) وكفى في ذمه قول رسول الله ÷ لعلي رضوان الله عليه «إنما هلاك الناس بأتباع الهوى وحب الثناء» وذلك بعد قول الله تعالى {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا}[القصص: ٨٣] الى آخر الآية وينظر على التحقيق كم في الجاه من الآفات، وكم في الخمول من اللذات، وقد تقدم شيء من ذلك (و) الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر (الولوع بالشهوات ومحبة الدنيا والغفلة عن الآخرة) وإنما جمعتها لأن مرجعها حب الدنيا وقد تقدم وهو مجمع الخصال المذمومة وأصلها، اذ كلها متفرعة