خاتمة الكتاب
  الخلق فاز في دنياه وآخرته برضوان ربه الذي هو الغاية القصوى فوق كل مطلوب والناس متفاوتون فيه فأقربهم عند الله أكثرهم حظاً من حسن الخلق هذا حسب حقيقته المتقدمة وهي طهارة القلب من كل سوء وثباته على كل محمود وبعض الناس يطلق حسن الخلق على ما كان بين العبد وبين الناس وعليه يحمل قوله(١) ÷ «انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق» و وقوله «وخالق الناس بخلق حسن» ومعلوم أنه نوع منه لكن لا يختص به فنسأل الله سبحانه بحقه العظيم واسمه العظيم الذي يستجيب به الدعاء أن يرزقنا من حسن الاخلاق ما يبلغنا به رضاه آمين بحرمة أم الكتاب والاخلاص وآية الكرسي مقروات ثم قال # (والتهاون بالذم) فعلى العبد ألا يتهاون بالذم له من غيره لأنه لا يضره بل يرفعه عند ربه ان كان على الحق وذلك هو النفع المعتد به (واعتماد الشكر والسخاء ومحبة الآخرة والاعراض عن الدنيا وشهواتها الحرام بكل حال والحلال ما أمكنه الى غير ذلك من الخلائق المحمودة) هذه الخصال قد تقدم شرحها سابقاً وهي راجعة كلها الى حسن الخلق فأعرفها مما تقدم ترشد ان شاء الله تعالى (ثم يطهر لسانه من الكذب والغيبة والنميمة وسائر فضلات الألسنة) كالبهت والفحش وشهادة الزور والقذف والكلمات المستشنعة التي يخشى منها الكفر نعوذ
(١) اخرجه أبو يعلي والبزار عن ابي هريرة.