رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 454 - الجزء 1

  بالله من ذلك كله وينظر الى ما ورد في كل من ذلك كما تقدم فكم كبت حصائد الألسن وجوهاً في الجحيم ولذا ورد ما ورد في الصمت وترك ما لا يعني ونحو ذلك (ثم) يطهر (يده وفرجه وبطنه وسمعه وبصره وسائر جوارحه) فينظر في آفات كل عضو ويسعى في قلعها وإزالتها بالرياضة الكاملة كل شيء بمقتضاه حتى يعلم طهارة جوارحه عن كل رذيلة وليعلم أن ما خلقه الله سبحانه إلا لعبادته وان عمله هذا هو مراد الله فلا يستثقل شيئاً منه أو يمله بل يدأب ويجاهد نفسه بجده وجهده فنعم المكابدة مع حسن النية الموصلة له رضي ربه واذا ترك هذا فلا بد له من كبد كما قال الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ٤}⁣[البلد] ومن لم يشتغل بالحق يشتغل بالباطل وجهاد النفس هو أهم من كل حق (وينظر في حل مطعمه وملبسه وسائر تصرفه ولا يطيع نفسه في شيء من هواها) إذ حل المطعم والملبس أساس عظيم لقبول الدعاء والتوفيق للأعمال الصالحة وصفاء القلب الذي هو ا العمدة في التصفية قال ÷ «كل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به» وقال⁣(⁣١) ÷ «من اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفي ثمنه درهم حرام لم يقبل الله صلاته ما دام عليه» وعن ابن عباس ¥ «لا يقبل الله صلاة الرجل وفي جوفه حرام» وقال بعض الحكماء (من أكل من الشبهة أربعين يوماً أظلم قلبه) وهو تأويل قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ


(١) أخرجه احمد عن ابن عمر بلفظه.