رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 456 - الجزء 1

  المسؤول بالاعانة والتوفيق وعلى العبد أن يجاهد نفسه عن هواها المردي (اللهم ألا أن يخشى منها النفور الكلي فإنه يرفه عليها بشيء من المباحات) التي لا شبهة فيها كالسعي في البر والنظر الى الخضرة والمياه الطيبة وكالنظر في القصص والاشعار التي لم تكن محظورة وأما ما كان فيه حكمة أو موعظة فإنه مما يثاب عليه وقد يكون المباح طاعة (مع استحضار النية الحسنة و) الأولى (الاقلال) من المباحات كلها (مها أمكن ويعين نفسه على الاتيان بالطاعة) ويحرص على كل لحظة من أوقات عمره أن تصير في طاعة ربه (واجتناب المعصية له ما أمكن) لأن رضا الله سبحانه مخبوء في طاعته وهو طلبة كل سعيد وسخط الله تعالى مخبوء في معصيته فما بال العبد لا يحذر سخط ربه ويجد في طلب رضاه نسأل الله سبحانه ان يبلغنا من رضوانه الغاية آمين (الثانية معاملة الله سبحانه وهي بالالتجاء اليه) الالتجاء الصادق (ورؤية أن لا سواه) إذ هو المجري عليه نعمة في كل لحظة وطرفة بحيث لا يستغني العبد عن ربه طرفة عين فكيف لا يلتجيء اليه في كل احواله (وأن لا يكون) خالص (العمل) الصالح (إلا له) وحده لا شريك له لينال رضاه في دنياه وأخراه (وبه) الوثوق والاستقامة (على ما تقدم) بيانه وعلى كل حال (لا طريق للعبد المفتقر الى ربه في كل لحظة تمر به في مستقبله أو ماضيه (سوف الاعتراف بالعجز) المفرط (عن بلوغ أداء ما يستحقه) مالكه ومولاه جل وعلا (وليحذر) كل الحذر (أن يفقده حيث أمره) من فعل ما أوجبه عليه (أو يراه حيث نهاه)