خاتمة الكتاب
  عنه من فعل معاصيه (وليثق به غاية الثقة) حتى (لا) يثق (بغيره) في حال من الاحوال (فمن عامله) بالجد في طاعة واجتناب معصية والتماس رضاه في كل أقوال العبد وأفعاله (ربح) بدوام النعم في رضاه في الدنيا والاخرى أي ربح فوق هذا الربح الاعظم (وأفلح) ويا له من فلاح (ورشد) بمن ربه وإلهامه الى ما يسعد به (وأصلح) وأنح ففاز ببغيته التي ما وراءها بغية نسأل الله أن يقود بنواصينا اليه آمين.
  المعاملة (الثالثة معاملة الشيطان) لعنه الله (بأن يبني على انه عدوه) فيحذره غاية الحذر (فلا يطيعه) في شيء من خيالاته ووساوسه المطغية المهلكة (وليستشعر أنه يأتيه من طرق كثيرة) نعوذ بالله منه ومنها وقد مثل القلب بالحصن والشيطان عدو يريد دخوله وله اليه وسائل وهي آفات الباطن كالغضب والشهوة والحسد والحرص وحب الدنيا والعجلة والطمع والبخل وسوء الظن والشبع لأنه يقوي الشهوات وكل خصلة مذمومة فهي وسيلة للشيطان وليس للعبد معين على حفظ قلبه من الشيطان إلا الله تعالى فيجاهد العبد نفسه بالحراسة لقلبه من كل وسيلة للشيطان ويلتجيء الى الله بقلبه ويكثر الدعاء والاذكار مثل قراءة آية الكرسي، فإنها مشهورة الفضل عن الحسن البصري قال نبئت أن جبريل أتى رسول الله ÷ فقال ان عفريتاً من الجن يكيدك فاذا أويت الى فراشك فأقرأ آية الكرسي وكذا المعوذتين وكذا ما علم جبريل رسول الله ÷ حين كان يأتيه شيطان وبيده شعلة نار فيقوم بين يديه حال صلاته