خاتمة الكتاب
  وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فأصرفه عني وأصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به وقال ويسمى حاجته رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة (ونعوذ بك من كيد ابليس ومكره وكذلك يعرضه على الصالحين ويتدبر العاقبة فإنه عند ذلك ينكشف له الأمر ان شاء الله تعالى) والعرض على الصالحين مشاورة اذ قد شرعها الله لرسوله ÷ بقوله تعالى (وشاورهم في الأمر مع أنه قد أعطى قوة أربعين نبي في كل شيء فضلاً عن سائر الناس وكان ÷ كثير المشاورة لأصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي وعن النبي ÷: «ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم» وكان أصحاب رسول الله ÷ كثيراً ما يشاورون ذكر معنى ذلك في الكشاف.
  المعاملة (الرابعة معاملة الدنيا والدنيا عبارة عن كل ما ليس بمراد الله تعالى) وإنما هو من هوى النفس والشيطان (أو شغل عن الأفضل وإن كان مراداً له) أي الله تعالى ولكن الاشتغال بالأفضل من باب تقديم الاهم وفيه رضا الله تعالى فهو أحق بالاشتغال به (والضباط أن كل ما لا ينفع في الآخرة فهو دنيوي محض) والله سبحانه لا يعتبر الدنيا إذ القصد بها الآخرة لقوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[الملك: ٢] (وما نفع) أي في الآخرة (فأخروي وان كان من أعمال الدنيا) لأن العبرة بالنية اذ هي تصير الأعمال كلها طاعة والدنيا مزرعة الآخرة (ومعاملة الدنيا بأن يعرف العبد أنه لا راحة فيها) اذ هي مبنية على الضيق