خاتمة الكتاب
  والكدر حيث هي سجن للمؤمن (فلا يطلبها ولا يعلق قلبه بالنعم والترفه والرياسة فيها) لأن الاستكثار منها وبال فحرامها عقاب وحلالها حساب (وليس له منها إلا كفاية) يرجع اليها فيها لا بد له منه (فليطلب منها ما يطلبه المسافر مما يبلغه منزله) كما وردت بذلك الاخبار النبوية كما تقدم وفي حديث سلمان المشهور حين بكى في مرضه فسئل فقال ليس جزعاً من الموت ولا حرضاً على الدنيا ولكن رسول الله ÷ عهد الينا عهداً قال: «ليكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب» وحولي هذه الاساود قال وأنما حوله اجانة وجفنة ومطهرة والاساود الامتعة وفي رواية أخرى للطبراني: بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهماً يأتي قدر ريال وربع وأما قدر الكفاية فقد فسره ÷ بما سد الجوع وستر العورة (وهذا لا يتم إلا بالبناء على قرب الأجل وسرعة الموت فإنه من أطال الأمل أساء العمل).
  المعاملة (الخامسة معاملة الخلق) ومعاشرتهم فإنها من أجل المهمات في معرفتها والعمل بها (ولقد عظمت البلوى بهم فإن لهم حقوقاً) تجب عليك (ومنهم) تجب منشأ اكثر الشرور) ولهذا شرعت العزلة فراراً من شرورهم ففيها السلامة من ذلك (فليقم العبد بحقوقهم) فيوقر الكبير ويرحم الصغير ويسعى في حاجة المحتاج ويسد رمق الجائع وما يجب للضيف ويقوم بما يجب عليه للجار والرفيق والقريب ينفق عليه إن كان معسراً والوالدان يقوم بما يجب عليه لهما وقد تقدم شيء من ذلك واستكملته في كتاب الرضوان مع انها