رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 462 - الجزء 1

  مواضعها من ظن التأثير وان لا يؤدي الى ما هو أشد منه ولا يخشن ان كفى اللين وتقديم الأهم فالأهم وتقديم دفع المفسدة على جلب المصلحة والترجيح بين المصالح ونحو ذلك (ويملك نفسه عند الشهوة والغضب) قال المنذري: عن أبي هريرة ان رجلا قال للنبي ÷ أوصني قال «لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب» رواه البخاري وعن أبن عمر أنه سأل رسول الله ÷ ما يباعدني عن غضب الله قال: «لا تغضب» رواه احمد.

  وفي رواية ان رجلا قال: يا رسول الله قل لي قولاً وأقلل لعلي أعيه وفي رواية ينفعني قال: «لا تغضب» فأعاد عليه مراراً كل ذلك يقول «لا تغضب» رواه أحمد ورواته رواة الصحيح وفي رواية أبي الدرداء أن رجلا قال لرسول الله ÷ دلني على عمل يدخلني الجنة فقال: «لا تغضب ولك الجنة» رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح وفي خبر آخر «الصرعة كل الصرعة كررها ثلاثاً الرجل الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ويقشعر جلده فيصرع غضبه» الصرعة بضم الصاد وفتح الراء هو الذي يصرع الناس كثيراً بقوله وأما بسكون الراء فهو الضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد (ولا يعجل في شيء من الأمور فيخطئ) فقد ورد في ذلك في الشريعة ما لا يخفى كقوله ÷ «الاناة من الله والعجلة من الشيطان» ونحو ذلك «من تأنى أصاب أو كاد» (ولا يتوانى) عند أن يكون له فرصة ترضي الله تعالى يخشى