رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 463 - الجزء 1

  (فواتها) فيتبطل عمله) بالتأني (ولا يداهن على المعصية) وقد تقدم ما ورد في فصل تحريم المداهنة فأرجع له تفضلاً (ولا يخل بالمداراة الجائزة عند خوف المضرة) فإن السياسة في باب ارشاد العباد انفع من غيرها في بعض الأحوال فلكل مقام مقال (وليحسن الظن بهم ما أمكنه) حسب الحال لأنه أسلم من الأثم لقوله تعالى {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات: ١٢] فلا يسيء الظن إلا بعد التحقيق فاذا تحقق فقد قيل انه من الحزم (ولينظر الى من فوقه في الدين فيقتدي به) وتصغر عنده أعمال نفسه فيطلب الزيادة في الأعمال الصالحة بالنظر الى من فوقه فيها فمن شأن الانسان أن يكون كذلك وأما اذا نظر الى من دونه في الدين استكثر عمله فتواني (وينظر الى دونه في الدنيا فيأمن) مع ذلك (ازدراء نعمة الله عليه) حيث لم يكن لمن دونه مثله (ويكثر شكره) لله (تعالى على أن فضله على غيره) عن أبي ذر ¥ قال أوصاني خليلي ÷ بخصال من الخير أوصاني أن لا أنظر الى من هو فوقي وانظر الى من هو دوني وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني أن اصل رحمي وأن أدبرت الحديث» رواه الطبراني وابن حبان في صحيحه رواه المنذري في الترغيب في الفقر (وعلى الجملة) فإن العبد ينظر بعقله وبما ورد في الشريعة (فما عرف رشده) وتيقنه فيما يجب فيه اليقين أو ظنه فيما لا يمكن إلا بالظن (اتبعه) وعمل به في جميع أموره (وما عرف قبحه) عقلا أو شرعاً (اجتنبه) ويجب عليه طلب معرفة ما يجب عليه وما يحرم وجوباً متحتماً (وما التبس عليه توقف يفي