خاتمة الكتاب
  لأربعة) الأول (العالم) الذي يشتغل بتعليم العلم ونشره وتأليفه لينفع به الناس في دينهم وكالمفتي والمفسر والمحدث وأمثالهم (و) الثاني (المتعلم) الذي صدق عزمه في طلب العلم النافع لما أوجب الله عليه من معرفته أو ندب اليه (و) الثالث (المجاهد) في سبيل الله بصدق نية لتكون كلمة الله هي العليا (و) الرابع من الأربعة (العابد بالعبادات القلبية) كالتفكر وتصفية الباطن من جميع الرذائل السابق ذكرها وأعظمها ترك الدنيا المذمومة والخروج منها الى اعمال الآخرة (لا) العبادات (البدنية) فإن من قام بها فهو كسائر الناس.
  وأما الأربعة فقال # (فهؤلاء يأخذون من أموال الله تعالى) المعدة للمصالح والأوقاف التي عليهم ويلحق بهم القاضي ومن تكفل بمصالح المسلمين وقام بها كالامام والمحتسب فيكفون مما ذكرناه (ويقبلون على ما هم فيه) من أعمالهم النافعة للاسلام والمسلمين وانها عند الله تعالى بمحل أعلى وأجرهم في الآخرة مضاعف لعموم نفع اعمالهم مع صلاح النيات اذ هي العمدة (وقد يجب الطلب وذلك) لما يدفع به مضرة نفسه (عند الضرورة) وكذلك من يجب عليه نفقته من أقاربه وزوجته ومماليكه ودوابه (وقد يكون محظوراً اذا كان على وجه قبيح أو لمعصية) فالقبيح كالمفاخرة والمباهاة وطلب السمعة والرياء والذكر في الانفاق كما قال الله تعالى {بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ}[الأنفال: ٤٧] والمعصية كأن يطلبه لينفه في المعاصي (وقد يندب) كأن يطلبه لنيفته في القرب المقربة الى الله تعالى على أصنافها (ويكره)