خاتمة الكتاب
  كطلب التكاثر والثروة (ويباح حسب ما يقترن به) ولعل صورة المباح تلحق بالمكروه اذ لم تبق له صورة فإن التكاثر مذموم لأنه يشغل عن أعمال الآخرة كما قال تعالى {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١}[التكاثر] الخ (وأنما ردنا الطلب بالكسب لا بالسؤال فهو منهي عنه ومتوعد عليه والله أعلم) وقد تقدم ما ورد فيه والله المسؤول بحقه أن يكفينا من فضله ويوفقنا لما يرضيه آمين (القسم الثاني) من الخاتمة (في الوظايف) أي توظيف الأوقات وترتيبها كل وقت لما يليق به من أعمال العبد لتصير أوقاته كلها مشغولة بطاعة ربه كما هو مراد الله تعالى (واعلم أن من أسباب المداومة والملازمة للصفات الحميدة والأفعال السديدة) لأنه قد ورد عنه(١) ÷ «أحب الأعمال الى الله أدومها وان قل» وفي ذلك أخبار نبوية ولا يستقيم للعبد ذلك إلا (أن يوظف الانسان لنفسه وظائف معلومة محدودة) بالأوقات أو بغيرها من الاعمال التي يمكن حدها كأن يتلو من القرآن أجزاء معلومة أو من الأذكار عدداً معلوماً أو من النسخ أوراقاً معلومة (والمراد أنه يوزع أوقاته ويقسمها) كل منها (ما يليق بها من عباداته وقربه) كلها (كصلاة وتلاوة وادعية وأذكار) كأن يجعل الثلث الاخير مثلاً للصلاة النافلة والتوسل الى الله تعالى بالدعاء لأنه أوقات الأجابة وتلاوة كتاب الله ø والتدبر لمعانيه في ذلك الوقت يكون له تأثير ظاهر لما تقدم من أن الله سبحانه لا يبعد أن يقذف في ذلك الوقت نوراً في قلب المؤمن ولقوله تعالى {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ
(١) اخرجه الشيخان عن عايشة بلفظه.