رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

خاتمة الكتاب

صفحة 484 - الجزء 1

  غيره في كل حال كا ان جهاد الكفار شرع لصيانة الدين فكذا هنا (ولله كدر بعض الحكماء في قوله: لتكن طاعتك لله بقدر حاجتك اليه) فمن المعلوم أن العبد محتاج الى ربه في كل لحظة وطرفة لا ينفك عن حاجته اليه في كل حال البتة، فكيف الاخلال بطاعته تعالى (وجراءتك على المعاصي بقدر صبرك على النار) لأنها جزاء العاصي فأنظر في الحال هل لك قدرة وصبر على ملامسة النار وبقائها ملاصقة لجسدك وكم بين هذه النار ونار الآخرة من التفاوت والبعد قال الله سبحانه: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ٣٢ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ ٣٣}⁣[المرسلات] وقال آخر اذا أردت أن تعلم قدر المعصية فأنظر الى عقابها وهو الخلود في النار (اللهم أجرنا منها يا خير مستجار) وهي لنا من رضوانك الغاية في أعلا جوار.

  (وقد تم ما أردته من جمع هذا المختصر وفيه كفاية لمن اعتبر وحقق النظر) يعني كرر تأمل ماتقدم وأكثر التفكر فيه بحضور قلب وتفريغ بال حتى يعلم جميع معانيه كما هي ثم يعمل بذلك ويوطن نفسه أن لا ينحرف عن شيء من تلك المسالك فيحرز به سعادة الدارين ورضواناً من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم (ولعل من يقف عليه وينظر اليه يقول لم يعتن مؤلفه بجمعه ويصرف عنايته الى وضعه إلا وهو من رجال هذا الشأن وفرسان ذلك الميدان) وهذا من المجاز شبه علم الباطن بالميدان والمؤلف فيه بالفارس (فإنه لا يتصدى لوضع كتب علم المعاملة الصالحة إلا سالك في تلك الطريق الواضحة