فصل
  وخذوا سهمكم منها (ويكرره لما سبق ثم يقصد توكيد الدعاء بذكر انها خير الاعمال الجالبة للنفع المدافعة للضرر فيقول حي على خير العمل أي أفضله) وفي الشفاء أي هلم الى الجهاد وهو جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر والمقصود في هدي الكتاب قيل هلم إلى الصلاة، وقد ورد في الحديث و اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة (ويكرره لما سبق ثم يقصد توكيد الدعاء بأن الله أمر بها وهو أكبر من يجب امتثال أمره فيعيد لفظ التكبير) قال في الشفاء: وقوله الله أكبر في آخر الآذان يقول حرمت عليكم الأعمال قبل الصلاة روي ذلك مرفوعاً (ويكرره كما مر ثم يقصد تأكيد الاهتمام بما دعا اليه بأن يخبر بانفراد الله سبحانه باستحقاق العبادة وان غيره لا يشاركه في ذلك فيقول لا إله إلا الله) وفي الشفاء: فاذا قال لا إله إلا الله يقول أمانة سماوات وسبع أرضين فإن شئتم فأقبلوا وان شئتم فأدبروا.
  روى ذلك مرفوعاً، ويجب ان يكون المؤذن مكلفاً عدلاً طاهراً من الجنابة ويندب ان يكون متوضئاً مستقبل القبلة في مكان عال قائماً وان يجعل مسبحتيه في صماخيه(١) وان يلتفت جهة اليمين عند قوله حي على الصلاة وجهة اليسار عند قوله حي على الفلاح وان يرتل الآذان مجتهداً في رفع صوته لما رواه في هامش الشفاء عنه ÷ «يغفر(٢) للمؤذن مدى صوته
(١) الصماخ بالكسر خرق الاذن وقيل هو الاذن نفسها والسين لغة فيه انتهى مختار.
(٢) اخرجه أحمد عن أبي هريرة.