رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 10 - الجزء 1

  بالانوار وما خالفها بالظلمات والارجاء النواحي اضافها الى الظلمات من باب المجاز والاستعارة (وعلى أصحابه وأعوانه وأنصاره) الصحابي من طالت مجالسته للنبي ÷ ومات متبعاً لشرعه كما حققوه في أصول الفقه وقيل غير ذلك والاعوان هم الانصار (وبعد) أي وبعد ماتقدم من الصلاة على النبي ÷ لأنه قد: تقدم بعد البسملة والحمدلة (فإني نظرت) أضاف النظر الى نفسه وما سيأتي من الكلام مضافاً اليها من باب توبيخ النفس وهضمها كما هو دأب أهل التقوى والنظر هنا القصد به التفكر (في غفلتي) لعل القصد بالغفلة هنا عدم الاهتمام والجد في الاعمال النافعة في الآخرة لقوله (عن اكتساب) أي الطلب وتحصيل (الزاد) يقال للأعمال الصالحة والتقوى زاد الآخرة مجازاً كما قال تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}⁣[البقرة: ١٩٧] تشبيهاً بما يحتاجه المسافر بل والحاضر من القوت الذي يسد به رمقه ويقيم به بدنه ولولا ذلك لتلف فلا كانت النجاة المفضية الى السعادة الابدية لا تكون إلا بالتقوى شبهت بالزاد وهيهات كم بين الزادين من بون اذ بالتقوى النجاة من أهوال الآخرة والجحيم والخلود أبدأ في دار النعيم وهو معنى قوله (المبلغ الى دار المعاد) وهو المرجع الذي يكون فيه القرار ولأجله كانت الدنيا إذ هي مزرعة الآخرة قال الله تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ