رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 11 - الجزء 1

  نَصِيبٍ ٢٠}⁣[الشورى] (وشغلي لأوقاتي بما لا ينفعني بعد وفاتي) هذا شأن كثير منا أهل الدنيا وأما هو سلام الله عليه فإنما هو من باب هضم النفس كا تقدم وكذا في قوله (وجموح نفسي) أي نفورها شبهها بالفرس الجموح (عما يؤنسني في رمسي) أي عن العمل الصالح اذ هو الانيس بعد الموت في الأرماس وهي القبور والنفس ان لم يقابلها العبد بالجهاد الأكبر أهلكته كا قال الله تعالى: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}⁣[يوسف: ٥٣] من رحمة الله تعالى إلهام عبده بما ركب فيه من العقل الفارق بين الحسن والقبيح والحجج الواضحة بالرسل والكتب وبتتبع ما جاؤوا به من جهاد النفس واصلاح الباطن تكون النجاة والفوز بالسعادة الابدية ولذا قال # (ومن نظر) بعقله وهو ما أودع الله فيه من نور بصيرته (في عاجلة أمره) وهو ان الدنيا دار فناء وتصرم⁣(⁣١) وانقضاء فإن ما مضى من عمره كأن لم يكن وما بقي عن قريب يكون كالماضي ولم يعتد بشيء مما كان في العمر إلا بالأعمال فكيف يلهو عنها مسؤول عن الصغير والكبير والنقير⁣(⁣٢) والقطمير في (عاقبة حاله) قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ⁣(⁣٣) صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا


(١) صرم الشيء قطعه تمت. مختار.

(٢) النقرة التي في ظهر النواة والقطمير الفوفة التي في النواة وهي القشرة الرقيقة تمت مختار.

(٣) أي لا يترك انتهى.