رضاء رب العباد الفاتح لباب كنز الرشاد،

محمد بن مطهر الغشم (المتوفى: 1355 هـ)

فصل

صفحة 77 - الجزء 1

  اكبر ويقرأ الفاتحة (ومعاني الفاتحة) التي ينبغي استحضارها ما (نذكره الآن أي أشرع في القراءة المشروعة) مستفتحاً (مستعيناً باسم الله رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها الحمد لله رب العالمين أي الثناء الحسن والوصف الجميل يختص به ملك العالمين) أي مالك جميع الخلق من الانس والجن والملائكة والدواب وغيرهم وكل منها يطلق عليه عالم وقد قيل إن لله سبعين ألف عالم السموات والأرض وما فيها عالم واحد وقيل سبعين عالماً قلت: ومن وراء⁣(⁣١) ذلك كله قوله تعالى {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨}⁣[النحل] فسبحان من لا يحيط بعلم مخلوقاته العالمون فضلاً عن وصف الواصفين، هذا في مخلوقاته تعالى كيف في عظمته وجميع صفاته؟ فليتنبه الغافل من هو يعبد وبين يدي من يركع ويسجد وقيل ان العالم كل ما علم به الخالق من الاجسام والأعراض كما في الكشاف (الرحمن الرحيم أي المحسن الى عباده بنعيم الدنيا والآخرة) قال في الكشاف ما معناه: وفي الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم وهو يختص بالله تعالى ولما قال الرحمن فتناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها أردفه بالرحيم كالتتمة والرديف ليتناول ما دق منها ولطف والرحمة هي إرادة الخير لأهله (ملك يوم الدين أي مالك الأمر يوم الجزاء) أي يوم القيامة وفي قراءة مالك قال


(١) ووراء بمعنى خلف وقد يكون بمعنى قدام انتهى مختار.