مطالع الأبراج في حادثة الإسراء والمعراج،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الفائدة الأولى: في الإسراء الأول قبل البعثة

صفحة 74 - الجزء 1

  ومنها: عن عمر عن النبي ÷ أنه قال: «لما أن مات ولدي من خديجة أوحى الله إلي: أن أمسك عن خديجة وكنت لها عاشقاً، فسألت الله أن يجمع بيني وبينها فأتاني بها جبريل في شهر رمضان ليلة أربع وعشرين، ومعه طبق من تمر الجنة، فقال يا محمد: كل من هذا وواقع خديجة، ففعلت، فحملت بفاطمة، فما لثمت فاطمة إلا وجدت ريح ذلك الرطب».

  فهذه الأخبار تفيد أن فاطمة & ولدت بعد الإسراء، ومن هنا قد يشكل على البعض ذكر الإسراء، إذ المعلوم أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في السنة العاشرة من البعثة، أي قبل الهجرة بثلاث سنوات، أي بعد موت خديجة الكبرى & زوج النبي ÷، ولو كان هو المراد لما كان عمرها يوم زواجها إلا خمس سنين تقريباً، وهذا غير وارد ولم يقل به أحد.

  فكيف يكون ذلك؟ وبم يندفع الإشكال؟

  والجواب والله الموفق للصواب: أن الإسراء وقع مرتين، المرة الأولى قبل البعثة، والثانية بعدها.

  والذي يدل على ذلك: ما رواه البخاري في صحيحه (٤/ ١٦٨) رقم (٣٣٧٧): بسنده عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر: سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي ÷ من مسجد الكعبة: (جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه، وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أولهم: أيهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، وقال آخرهم: خذوا خيرهم. فكانت تلك، فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه، والنبي ÷