الفضل الخامس: موقف قريش من الحادثة
الفضل الخامس: موقف قريش من الحادثة
  من الطبيعي جداً أن يقابل المشركون وكفار قريش هذه الحادثة بالتكذيب والرد والإنكار، كما هي عادتهم وديدنهم في غيرها من المعجزات والدلالات.
  ومن السهل عندهم الاستهزاء والسخرية بمن يدعيها، لما تقرر عندهم من الجحود والكفر بالله القادر على كل شيء، ولما قد تقرر في أذاهنهم من بعد المسافة بين مكة وبيت المقدس، وأنها لا تقطع إلا في عشرات الليالي والأيام ذهاباً وإياباً.
  ولكن رسول الله ÷ قد اعتاد منهم ذلك التكذيب فلم يعد يؤثر في نفسياته، ولا يعيقه عن مواصلة دعوته، بل يزداد ثباتاً كلما ازدادوا جحوداً وإنكاراً.
  فعن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷: لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة، ضقت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبيّ، فقعدت معتزلاً حزيناً.
  قال: فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟!
  فقال رسول الله ÷: نعم.
  قال أبو جهل: ما هو؟
  قال رسول الله ÷ «إني أسري بي الليلة».
  قال أبو جهل: إلى أين؟