مطالع الأبراج في حادثة الإسراء والمعراج،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المدخل

صفحة 9 - الجزء 1

المدخل

  اعلم وفقني الله وإياك لرضاه: أنه وقع اختلاف في تحديد الوقت الذي وقعت فيه هذه الحادثة العظيمة:

  والأرجح أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في ليلة السابع والعشرين، من شهر رجب، بعد البعثة بعشر سنوات، وقبل الهجرة بثلاث سنوات.

  ولا خلاف عند الزيدية: أن الإسراء والمعراج برسول الله ÷ كان في حال اليقظة بروحه وجسده جميعاً.

  قال الإمام الناصر أبو الفتح بن الحسين الديلمي # في البرهان في تفسير القرآن:

  ليس ينكر المعراج إلا من ينكر ويدفع معجزات الأنبياء $ وكراماتهم، وليس العروج برسول الله ÷ إلى السماء إلا ليشاهد ما خلق الله ø من بديع الخلق، ومحكم الصنع، بأعظم مما ظهر على يديه من الآيات والمعجزات، والشواهد الصادقة، كالقرآن، وتكليم الشجرة، وتسبيح الحصى، إلى غير ذلك مما خصه الله تعالى به من الآيات.

  ثم مع ذلك فإن أهل الإسلام مجمعون على أن عيسى # رفعه الله تعالى إلى السماء، وأن محمداً ÷ أفضل منه، وأعظم قدراً عند الله منه، فما بالهم يجيزون رفع عيسى # إلى السماء ويمنعون هذه الفضيلة من النبي ÷؟!، وما يجحد المعراج إلا قليل التدبير والمعرفة بمراتب الأنبياء والمرسلين.