الفصل السادس: في بعض التنبيهات الهامة
الفصل السادس: في بعض التنبيهات الهامة
  ورد في أحاديث الإسراء والمعراج بعض الأمور التي تحتاج إلى بيان، ليتضح معناها، ويفهم القارئ مغزاها، حتى لا يقع في أوهام، أو تختلجه الظنون والأفكار، فمنها:
التنبيه الأول: ما ورد من تكليم الله تعالى لنبيه ÷
  والمعنى في ذلك: أن الله تعالى خلق كلاماً وأوجده، لأن كلام الله تعالى فعل من أفعاله، يخلقه ويوجده أين شاء، ومتى شاء، كما يخلق غيره من المخلوقات، بغير آلة، ولا عضو، ولا جارحة.
  فهو تعالى قادر على خلق الكلام في ملك من الملائكة، أو في جبل، أو في صخرة، أو في السحاب، أو في الهواء، أو في الماء، أو غير ذلك.
  فالله تعالى حين كلم موسى # خلق الكلام في شجرة الزيتون، فسمع موسى الكلام من شجرة الزيتون.
  ولما كلم نبينا محمداً ÷ من سدرة المنتهى، أو من تحت العرش، خلق الكلام في ذلك الموضع، وسمعه النبي ÷ منه.
  لأن الله تعالى لا يتكلم بلسان ولا لهوات ولا شفتين ولا حنجرة ولا خيشوم، لأن تلك صفات المخلوقات، والله يتعالى الله عن مشابهة الخلق الضعيف.