المقدمة
المقدمة
  
  الحمد لله العلي الأعلى، رب الآخرة والأولى، خالق السماوات العلى، ومبدع الأرضين السفلى، الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به تشريفاً وتعظيماً إلى السموات العلى، حتى بلغ به سدرة المنتهى، وأراه من آياته الكبرى.
  وأشهد أن لا إله إلا الله الفاعل لما يشاء، وأن محمداً عبده ورسوله المصطفى، الهادي إلى الطريقة المثلى، والداعي إلى الخليقة الحسنى، ÷ الأصفياء، البررة الأتقياء.
  أما بعد:
  حادثة الإسراء والمعراج، معجزة خالدة تحدث عنها القرآن الكريم، في سورتين من سور القرآن، ولقد اشتملت هذه الحادثة على رحلتين عظيمتين، وآيتين كبيرتين، ومعجزتين خالدتين، كل واحدة مستقلة بالإعجاز، وفيهما آيات ودلائل واضحة لأهل العقول:
  فأما المعجزة الأولى: فهي حادثة الإسراء، وقد سمى الله تعالى بها سورة من سور القرآن، وتحدث في أول السورة عن تلك الحادثة، فقال تعالى في أول سورة الإسراء: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١}[الإسراء].