مطالع الأبراج في حادثة الإسراء والمعراج،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[تنزيه الله عن الرؤية]

صفحة 43 - الجزء 1

الفصل الثالث: تشريعات ليلة الإسراء والمعراج

  لما كانت حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات الخالدة التي تحدث عنها القرآن، والآيات الخارقة التي لا يتمكن أحد من إنكار لها أو جحدان، فقد كان فيها تشريعات إسلامية، تؤذن بأن لتلك التشريعات مزيد عناية إلاهية، حيث كان تشريعها سماوياً علوياً، كي يهتم المسلمون بها، ويحرصون عليها، وتلك التشريعات على أربعة أقسام:

  منها: ما هو ترسيخ لمبادئ وقواعد الإسلام.

  ومنها: ما هو من تكاليف الأحكام الشرعية.

  ومنها: ما هو داع ومرغب في صالح الأعمال.

  ومنها: ما هو زاجر وواعظ عن قبيح الأفعال، ومعاصي الأعمال.

[تنزيه الله عن الرؤية]

  فمن القسم الأول: الذي هو من مبادئ وأسس العقيدة الإسلامية، تنبيه الله تعالى لعباده أنه لا يرى، ولا تجوز رؤيته لا في الدنيا ولا في الآخرة، وذلك أن الله تعالى لو كان يجوز رؤيته لرآه أفضل الخلق وأحبهم لديه محمد ÷، فلما لم يحصل ذلك علمنا أن انتفاء الرؤية عن الله تعالى أمر ذاتي، وأن ذاته المقدسة العلية لا تطرأ عليه عوارض الأجسام والأعراض، وذلك واضح فيما ما رواه مسلم في صحيحه [ج ١/ص ١٤١/كتاب الإيمان/ دار ابن حزم] عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم،