مطالع الأبراج في حادثة الإسراء والمعراج،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[المرور ببعض المعذبين]

صفحة 27 - الجزء 1

  فقال: نعم، قلت: وتراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك؟ فقال نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي ومكنني عليها إلا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء، وما من دار إلا وأنا أتصفحه كل يوم خمس مرات، وأقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم: لا تبكوا عليه فإن لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله ÷: كفى بالموت طامة يا جبرئيل.

  فقال جبرئيل: إن ما بعد الموت أطم وأطم من الموت.

[المرور ببعض المعذَّبين]

  قال: ثم مضيت فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث، يأكلون اللحم الخبيث، ويدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟

  فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال، وهم من أمتك يا محمد.

  فقال رسول الله ÷: ثم رأيت ملكاً من الملائكة جعل الله أمره عجباً، نصف جسده نار، والنصف الآخر ثلج، فلا النار تذيب الثلج، ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بصوت رفيع ويقول: سبحان الذي كفّ حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكفّ برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين.

  فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك وكله الله بأكناف السماء وأطراف الأرضين، وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق.