[المرور بملك الموت]
  فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو يعرض عليه ذريته، فيقول: روح طيب، وريح طيبة، من جسد طيب، ثم تلا رسول الله ÷ سورة المطففين على رأس سبع عشر آية: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ١٨ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ١٩ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ٢٠ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ٢١}[المطففين]، إلى آخرها.
  قال: فسلمت على أبي آدم، وسلم علي واستغفرت له، واستغفر لي، وقال: مرحباً بالابن الصالح، والنبي الصالح، والمبعوث في الزمن الصالح.
[المرور بملك الموت]
  ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس، وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه، وإذا بيده لوح من نور، سطر فيه، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه، لا يلتفت يميناً ولا شمالاً مقبلاً عليه كهيئة الحزين.
  فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك الموت، دائب في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرئيل أدنني منه حتى أكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه، وقال له جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد، فرحب بي وحياني بالسلام، وقال: أبشر يا محمد فإني أرى الخير كله في أمتك.
  فقلت: الحمد لله المنان ذي النعم على عباده، ذلك من فضل ربي ورحمته عليّ، فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملاً، فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد هذا يقبض روحه؟