لما تلاطمت الفتن على ربوع اليمن
لما تلاطمت الفتن على ربوع اليمن
  نعم، وفي شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف هجرية، لما قامت الثورة الجمهورية، وتلاطَمَتْ أمْوَاجُ الفِتَنِ على ربوع اليمن، كان الإمام/مجدالدين المؤيدي # الْمَثَلَ الأَعْلَى في هِدَايةِ الخَلْقِ، إلى طَرِيقِ الحقّ، باذِلاً نَفْسَهُ ونَفِيسَهُ في نُصْرَةِ الكِتَابِ والسُّنّةِ، والدعايَةِ إلى الخيرِ.
  ولما له من المكَانَةِ في قُلُوبِ المسْلِمينَ كانَ لذلك الأثرُ البالغُ في حَقْنِ الدِّماء، وتَسْكِينِ الدَّهْماء، وصِيَانَةِ المقدَّسَاتِ، وحِفْظِ الحُرُمَاتِ.
  ولكِنّها لما تَشَعّبت الأُمُورُ، وتَغَلَّبت الأَهْوَاءُ عادَ بكلّ همّةٍ وعِنايَةٍ إلى تَدْرِيسِ العُلُومِ، وإحْياءِ مَعَالمِ الدِّينِ، ونَشْرِ مُؤلَّفاتِ عُلَماءِ الإسْلامِ، بواسِطَةِ الطَّبْعِ لما أمْكَنَ منها، لِيُعْلَمَ أنّ في الزَّوايا خَبَايا، ولِقُرَنَاءِ القُرْآنِ تَرَاجِمَةِ البَيَانِ ومُؤَسِّسي الإيْمَانِ عُلُوماً لا تُضَاهَى، ومَزَايا لا تُسَامَى، وهو الآنَ بالطَّائفِ يُوَاصِلُ عَمَلَهُ الجادّ لَيْلاً ونَهاراً، على رَأْسِ لجنةٍ عِلْميّةٍ مُؤَلَّفة من بَعْضِ تلامِذَتِهِ، كَلّلَ الله أَعْمَالَهُ بالنَّجاح، وقَرَنَها بالْفَوْزِ والفَلاحِ، كما نَسْأَلُه للجَمِيعِ بِفَضْلِ الفاتحة حُسْنَ الخاتمةِ، وحُرِّرَ شهر ربيع الثاني عام ١٣٨٦ هـ. انتهى.