في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

المريض الذي أتى به أصحابه إليه # وهو بجامع الإمام الهادي #

صفحة 61 - الجزء 1

المريض الذي أتى به أصحابه إليه # وهو بجامع الإمام الهادي #

  وأَخْبَرَنا والِدُنا الإِمَامُ الحُجَّةُ مَجْدُالدّين المؤَيَّدي # أنّه ذَاتَ مَرّةٍ وهو يُقْرِئُ في جَامِعِ وَالِدِهِ الإِمَامِِ الهادِي يحيى بنِ الحُسَيْنِ # إذْ جَاءُوا إِلَيْهِ بِشَخْصٍ مَرِيضٍ جِداً في حَالَةٍ يُرْثَى لها قَدْ أَكَلَتْ الآكِلَةُ بَعْضَ رَقَبَتِهِ حتى أَنَّ عِظَامَ رَقَبَتِهِ قدْ بَانَتْ، وجَعَلَ أَصْحَابُ المرِيضِ يَطْلُبُونَ له مِنْهُ الدّعَاءَ، فَدَعا بِوِعَاءٍ وأَخَذَ شَيْئاً مِنْ تُرَابِ الإمَامِ الهادي # وعَجَنَهُ بماءٍ وجَعَلَ يَرْضَخُ رَقَبَةَ ذَلِكَ المرِيضِ بِهَذا العَجِينِ، وَدَعا لَهُ بالعَافِيَةِ، وَبَعْدَ أسْبُوعَيْنِ تَقْرِيباً وهو # دَاخِلٌ إلى مسْجِدِ الإمام الهادي # إذا بِرَجُلٍ يُسَلِّمُ عَلَيهِ ويُبَالِغُ في السَّلامِ، وقالَ له: ألم تَعْرِفْنِي؟، قال: لا، فقالَ: أنا ذَلكَ المريض الذي جاءوا بي إلِيَكَ، وأَقْسَمَ له بالله أنَّ رَقَبَتَهُ كانَتْ تَغْلِي بهِ من شِدَّةِ الألمِ وكَأنَّ ناراً مُشْتَعِلَةً بها، وأنه عِنْدَما وَضَعَ عَجِينَ التُّرابِ عَلَيْها كأنَّهُ يَضَعُ الثَّلْجَ على الجَمْرِ، وأنَّ أَلَمَهُ بَرَدَ من سَاعَتِهِ، وأنَّهُ نامَ تلك الليلة وله من النَّوْمِ ليالٍ كثيرة، وجَعَلَ يُرِيهِ مَحَلّ الجَبْرِ في رَقَبَتِهِ، وهذه كَرَامَةٌ عُظْمى للإمَامَيْنِ @.