ورعه وزهده
ورعه وزهده
  وَرِعٌ عَفِيفٌ مُتَقَشِّفٌ، لم يُخَالِط الدّوْلةَ، ولم يَقُمْ بوَظِيفَةٍ قطّ سِوى تَدْرِيسِ العِلْمِ، وهكذا وَجَدْنَاهُ منذ اجتماعنا وَتَعَرُّفِنَا عَلَيْهِ من سنة ١٣٥٨ هـ إلى التاريخ سنة ١٣٨٧ هـ، لم يقم بقَضِيّة تتّصِلُ بالدَّوْلَةِ إلا نَافِعاً أو شَافِعاً لِضَعِيفٍ ظُلِم، فهو يَتَشَفَّعُ عند ذوي الأمر مع كَرَاهَةِ وُلُوجِهِ عَليْهم، لولا خشيتُه من الله أن يُسْأَل عن جَاهِه.
  وهو مَرْجِعٌ ديني حقيقة، فلا أَعْلَمُ في أَرْضِ صعدة ونَوَاحِيهَا بمشكلة أو حَادِثة يجبُ البَحْثُ عنها من قبائلِ مدينةِ صعدة أو سكان المدينة تَحْدُثُ عليهم حَادِثَةٌ إلَّا ويقول: سنسألُ سَيّدي مجدالدين، هكذا قبولٌ عَظِيم، وبحبّ شَدِيدٍ ممن عَرَفْنَا هناك.
ذوقه وفهمه السليم
  ذَوْقُه وفهمه السَّلِيم: لم أَجِدْ منذ عَرَفْتُ من أبناء دَهْري صَاحِبَ ذَوْقٍ سَلِيمٍ كسيّدي العلامة مجدالدين، فهو تَصَدَّر وصَار صَدْراً في إبَّان شَبَابِهِ بذَوْقِهِ وفَهْمِه المنقاد، ونَظَرِهِ الثَّاقِبِ.
  نعم، مِنْ ذلك أنَّا كنّا بمدرسة صعدة المحميّة شعبة سبعة عشر شخصاً، فلما رأينا سيدي مجدالدين كان يَطْلَعُ الجامِعَ المقدّس بصعدة جامع الإمام الهادي # اجتمع رَأْيُ شُعْبَتِنا لَمَّا رأينا خُلُقَ مجدالدين وأَنْظَارَهُ وجوابَاتِهِ وتَفْهِيماتِهِ وتَفْكِيكَهُ لِعَوِيصِ المشْكِلَات - اجتمعنا وتعاهَدْنا أنه لا بُدَّ من جَمْعِ دروسِنا