في رحاب سيرة الإمام المجدد للدين مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي (ع)،

إبراهيم بن مجدالدين المؤيدي (معاصر)

عودته # إلى اليمن والنهضة العلمية التي قادها وتأسيس الإرشاد

صفحة 108 - الجزء 1

عودته # إلى اليمن والنهضة العلميّة التي قادها وتأسيس الإرشاد

  وقد عَادَ والدنا الإمام مجدالدين المؤيدي # بعد ذلك إلى اليَمَنِ، وَلَمَّا شَاهَدَ تَقَاعُدَ الهِمَمِ، وانْحِلَالَ العَزَائِمِ، وانْهِدَامَ المعَالمِ، حتى كاد يَنْدَرِسُ الأَثَرُ، ويَنْطَمِسُ الخُبْرُ والخَبَرُ، قَادَ نَهْضَةً عِلْمِيَّةً كُبْرَى، وحَرَكَةً إرْشَادِيَّةً عُظْمَى، وتَوَجَّهَ بِكُلِّيَّتِهِ وبِثِقَلِهِ لإحْياءِ الحَرَكَةِ العِلْمِيَّةِ المسْتَقِيمَةِ، فَفَتَحَ الدُّرُوسَ، وشَجَّعَ الْعُلَماءَ على الدَّرْسِ والتَّدْرِيسِ، كُلٌّ في مُحِيطِهِ وحسب اسْتِطَاعَتِهِ، وقد حَافَظَتْ حَرَكَتُه العِلْمِيَّةُ تلك - بفضل الله تعالى - على كيانِ المذْهَبِ الشَّريف بَعْدَ تِلْكَ الأحْدَاثِ المهُولَةِ ومَا تَلاهَا على مَدَى عُقُودٍ من تَدَاعِيَاتٍ، وحَالَتْ نَهْضَتُه العِلْمِيَّةُ هذه دُونِ المصيرِ المظْلِمِ للزيدِيَّةِ الذي آلت إليه في بلدانٍ أخرى كالجيلِِ والدَّيْلَمِ، وقادَ مَعْرَكةً بكلّ ما تَعْنِيهِ الكلِمَةُ من معنى للحِفَاظِ على المذْهَبِ الشّريفِ والهويَّةِ الزيديّة رَغْمَ جَسَامَةِ الأحْدَاثِ وَسُوءِ الأَحْوَالِ وشِدَّةِ التَّضْييقِ.

  وظلّ على تِلْكَ الحال فَتْرةً طَويلةً امتدّتْ لِعُقُودٍ حتى اسْتَطَاعَ بعد ذلك بِفَضْلِ الله تعالى تَأْسِيسَ الإرْشَادِ، الذي نوَّرَ الله بِفَضْلِهِ بلادَ اليمَنِِ ونواحيها وقُرَاها وعُزَلَها، فَفُتِحَت مَدَارِسُ العِلْمِ، وتَقَاطَرَ الطَّلَبَةُ مِنْ كُلِّ أَنحَاءِ اليَمَنِ، يَتَعَلَّمون ما أَوْجَبَهُ الله تعالى وما نَهَى عنه، يَرْتَشِفُونَ ذلك من عَيْنٍ صَافِيَةٍ، وأَوْكَلَ أمْرَ الإرشاد إلى السّيد العلامّةِ المجتهد/ الحسين بن يحيى المطهر ¦، الذي