الإمام عز الدين بن الحسن (ع)
  الأتراك، وتشارك هو والحسنان ابنا الإمام القاسم بن محمد $ في حصارهم لصنعاء كلّ واحد من الثلاثة قائد لجيش، فكان المذكور وجنده بالجراف، ونزل للجهاد إلى تهامة، وافتتح مدينة أبي عريش، وكان له اطّلاع على علم الجفر، وعلى الجملة فلا يتسع المقام لشرح حاله، وما هو إلا من معجزات النبوّة، كما قال العلماء في شأنه.
  قال الشوكاني: مع هذه الفضائل التي نالها في هذا الأمد القريب، فهو مجاهد للأتراك محاصر لصنعاء مع الحسن والحسين ابني الإمام القاسم، كان مَطْرَحُهُ في الجراف، يشنّ الغارات على الأروام في جميع الأيام.
  إلى قوله: وإذا سافر أول ما تُضْرَبُ خيمة الكتب، وإذا ضُرِبَتْ دخل إليها ونشر الكتب والخدم يُصْلِحُون الخيام الأخرى، ولا يزال ليله جميعه ينظر في العلم ويحرّر ويقرّر؛ مع سلامة ذوقه، وكان مع هذه الجلالة يلاطف أصحابه وكتّابه بالأدبيات والأشعار السحريات، من ذلك أبياتٌ كاتَبَ بها السيد العلامة الحسن بن أحمد الجلال، منها:
  أَفْدِيْ الحبيبَ الذي قَدْ زارَني ومَضَى ... ولاحَ مَبْسَمُهُ كالبرْقِ إذ وَمَضَا
  نَضَا عليَّ حُساماً من لَوَاحِظِهِ ... فظَلْتُ أَلْثُمُ ذاكَ اللحْظَ حين نَضَا
  فأجابه السيد الحسن بأبيات منها:
  قد لاحَ سَعْدُكَ فاغْتَنِمْ حُسْنَ الرِّضَا ... من أهل ودّك واسْتَعِضْ عمّا مَضَى
  لما بَعَثْتَ لهم بطَيْفِكَ زَائِراً ... تحت الدجى ولِفَضْلِهم مُتَعَرّضا
  بعثوا إليكَ كتائباً من كتبهم ... هزموا بها جيشَ اصْطِبَاركَ فانْقَضَى
  إلى قوله: وتوفي | في سنة (١٠٤٨ هـ) ثمان وأربعين وألف.
  قلت: والصواب (١٠٤٤ هـ) أربع وأربعين وألف، كما في الطبقات، وفي موضع من مطلع البدور، وهو في موضع آخر منها كما هنا، وقد أوجب الاعتماد على ذلك