التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[لا معرفة للعلم وأبوابه إلا بالكشف عن حملته وأربابه]

صفحة 416 - الجزء 1

  وأقول:

  قَسَماً باللهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيْرِ، قَسَماً يَعْلَمُ صِدْقَهُ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، أَنْ لا غَرَضَ وَلا هَوَى لَنَا غَيْر الْنُزُوْلِ عِنْدَ حُكْمِ اللهِ، وَالْوُقُوْفِ عَلَى مُقْتَضَى أَمْرِهِ، وَأَنَّا لَوْ عَلِمْنَا الْحَقَّ فِي جَانِبِ أَقْصَى الْخَلْقِ مِنْ عَرَبِيٍّ أَوْ عَجَمِيٍّ أَوْ قُرَشِيٍّ أَوْ حَبَشِيٍّ لَقَبِلْنَاهُ مِنْهُ، وَتَقَبَّلْنَاهُ عَنْهُ، وَلَمَا أَنِفْنَا مِنْ اتِّبَاعِهِ، وَلَكُنَّا مِنْ أَعْوَانِهِ عَلَيْهِ وَأَتْبَاعِهِ؛ فَلْيَقُلِ الْنَّاظِرُ مَا شَاءَ، وَلا يُرَاقِبْ إلاَّ رَبَّهُ، وَلا يَخْشَ إلاَّ ذَنْبَهُ؛ فَالْحَكَمُ اللهُ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيَامَةُ، وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُوْرُ.

  هذا، وأنتَ أيّها الناظر لدينه الناصح لنفسه، الباحث في كتاب ربه وسنة نبيه، إذا أخلصت النظر في الدليل، ومحضت الفكر لمعرفة السبيل، واقتفيت حجج الله وبيناته، واهتديت بهدي الله ونيّر آياته، علمتَ أنها لم تقم الشهادة العادلة من كتاب رب العالمين، وسنة الرسول الأمين، بإجماع جميع المختلفين، لطائفة على التعيين، ولا لفرقة معلومة من المسلمين إلا لأهل بيت الرسول، وعترته وورثته À، فقد علم في حقهم ما وضحت به الحجة على ذوي الأبصار، واشتهر اشتهار الشمس رابعة النهار، وامتلأت به دواوين الإسلام، وشهد به الخاص والعام من الأنام، ونطقت به ألسنة المعاندين، وأخرج الله به الحق من أفواه الجاحدين، لإقامة حجته، وإبانة محجته، على كافة بريته {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣[الأنفال: ٤٢].

  ونشيرُ بإعانةِ الله وتسديده إلى طرف يسير مما سطع من ذلك الفلق النوار، واللجّ الزخّار، على سبيل الاختصار، مع تضمن ذلك المقصد الأهم حلّ الأسئلة الواردة على الاستدلال بخصوص آية التطهير، وبعموم إجماع آل محمد عليهم الصلاة والسلام، وبعضها نذكره وإن كان قد أجيب عنه، كالذي قد تكلم فيه الإمام الناصر الأخير عبدالله بن الحسن في الأنموذج الخطير، إما لبعد الجواب عن