بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
  الجوابات المهمّة وغيرها.
  هذا مع أنه لم يقم إمام من أئمة الهدى إلا بمشاورة أهل الحل والعقد من الأمة، وإلزامهم له بالحجة، وهذا فوق ما يشرطه أهل القول بالشورى، فإن بعضهم اكتفى باثنين، وبعضهم بستة، فقد تجاوزت طريقة أهل البيت ذلك بكثير، وهذه كتب السيرة شاهدة ناطقة.
  هذا إمام الأئمة الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم أزكى التحيات والتسليم، ارْتَحَلَ إليه أعيان أهل اليمن مرَّتين إلى مدينة جَدِّه الرسول الأعظم ÷، لما ظهرت أنواره، وانتشرت في الخافقين بركاته وأخباره، لينقذهم من الفتن، ويقيم فيهم أحكام الكتاب والسنن، كما فعلت الأنصار مع جدّه المختار سواء سواء، فسار فيهم سيرة جده المصطفى ÷، وجاهد الملحدين الإباحيين كابن الفضل القرمطي، والمفسدين المنحلّين جهاد أبيه المرتضى #، وأظهر الله به في اليمن الميمون الإيمان والعلم، والعدل والهدى، وطهَّره الله به من الكفر والفسوق والطغيان والردى، فثبَّت الله بجهاده واجتهاده قواعد الدين الحنيف، وجدد بسيفه وعلمه معالم الشرع الشريف، وفي هذه الأيام أطلع رُؤُوسَهم إخوانُ الأَسْوَدِ الكذّاب، وأشياع علي بن الفضل الملحد {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨}[الصف: ٨].
  ففضل إمام اليمن محيي الكتاب والسنن كالشمس وضحاها، قد ملأ العالم ضياؤه، وعلا وجه البسيطة نوره وسناؤه، اعترف له الموالف والمخالف، وخلّد ذلك في صفحات الصحائف، في الشام واليمن والشرق والغرب.
  هذا ابن حجر في فتح الباري شرح البخاري فَسَّر خبر: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» بالأئمة الأطهار في اليمن، من عهد الإمام الهادي