بحث مفيد هذا البحث مفيد لمن ألقى السمع وهو شهيد
  إلى الحق #، وقال: لا يتولّى الإمامة فيهم إلا من يكون عالماً متحرِّياً للعدل، وقال: والذي بصعدة وغيرها من اليمن لا شكّ في كونه قرشياً، لأنه من ذرية الحسن بن علي.
  وكذا ابن حزم في الجمهرة، والعامري في الرياض المستطابة، وقد قدَّمْتُ كلامَهم في سيرته #، وكذا الرازي في مفاتيح الغيب، وغيرهم.
  أما المؤرخون من اليمنيين فقد شرَّفوا بذكره دفاترهم، كالهمداني في إكليله، ونشوان الحميري في رسالته الحور العين، وأشعاره، والسلطان الرسولي في طرفته، والشوكاني في مؤلفاته.
  وأما المؤلفون في علوم الشريعة فعليه اعتمادهم، وإليه سندهم واستنادهم:
  سَلْ سنَّةَ المصطفى عن نَجْلِ صاحِبها ... مَنْ عَلَّمَ النّاسَ مَسْنُوناً ومُفْتَرضا
  ولله القائل:
  وفي تعبٍ من يحسد الشَّمس ضوءها ... وَيَجْهَدُ أن يأتي لها بضَرِيْب
  وكذلك الأئمة الهداة في أرض اليمن من بعده، ولو لم تكن سيرتهم هي السيرة النبوية المبنيّة على العدل في الرعية، والقسم بالسوية لما صبروا وهم أهل الإباء والشمم، على الجور والظلم، والخسف والضيم، والإذلال والإهانة، كما تزعم هذه العصابة المفترية أكثر من ألف عام، ولكانوا أذلّ الأمم وأرذل الخلق، وأبعدهم عن الهمم، وأشبههم بالأنعام.
  ومن ذلك رميهم لهم أنهم فرضوا عليهم أن يُسَمُّوهم سادة، وهذا زور وبهتان، لم يفرضوا عليهم ذلك، وفي أيّ كتاب أو خطاب ألزموهم به، وإنما اعتاد الناس من ذات أنفسهم أن يَدْعُوهم بذلك، تكريماً لقربى رسول الله ÷، مع أن الهاشميين وغيرهم يَدْعُوْنَ العالم والمتعلم من غيرهم بسيدنا، وهي أعمّ وأبلغ،