التحف شرح الزلف،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي (ع)

صفحة 88 - الجزء 1

  منهم إلى هذا الفتى - يريد محمد بن عبدالله -، قالوا: قد والله صدقت إن هذا لهو الذي نعلم، فبايعوا جميعاً محمداً، ومسحوا على يديه.

  وبسنده قال: بايع أبو جعفر محمداً مرتين، إحداهما بمكة في المسجد الحرام، فلما خرج أمسك له بالركاب، ثم قال: أما إنه إن أفضى إليكما الأمر نسيت لي هذا الموقف.

  إلى قوله: وكان مالك بن أنس قد أفتى بالخروج مع محمد وبايعه، فلذلك تغيَّر المنصور عليه، فيقال: إنه خلع أكتافه، انتهى.

  وقد خرّج له أبو داود، والترمذي، والنسائي ووثقه، وأما البخاري فقال: لا يتابع على حديثه، قال: فإذا كان هذا في حق إمام من أئمة أهل البيت متفق على جلالته وديانته فما ظنك بمن هو دونه.

  قال عيسى بن زيد: لو أن الله أخبرنا في كتابه أن يكون بعد محمد ÷ نبي لقلنا ذلك محمد بن عبدالله.

  قلت: وفي الحدائق الوردية ما روينا بالإسناد الموثوق به عن عمير بن الفضل الخثعمي، قال: رأيت أبا جعفر - الذي لقّب من بعد بالمنصور - يوماً، وذلك في زمن بني أمية، وقد خرج محمد بن عبدالله من دار أبيه، وله فرس واقف على الباب مع عبد له أسود، فلما خرج وثب أبو جعفر فأخذ بركابه حتى ركب ثم سوّى عليه ثيابه على السرج، ومضى محمد، فقلت له - وكنت حينئذ أعرفه ولا أعرف محمداً -: مَنْ هذا الذي عظّمته هذا الإعظام ..... إلى قوله: قال: هذا محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن مهدينا أهل البيت.

  وانظر إلى أبي جعفر الملقب بالمنصور وصنيعه إلى محمد بن عبدالله @، وإقراره بفضله، وما انتهى إليه حاله بعد ذلك من سفك دمه في حرم رسول الله ÷ الذي حرم فيه عضّ شَجَرِه، فكيف بغصن من أغصانه.