الإمام أبو طالب يحيى بن الإمام زيد بن علي (ع)
  جعفر بن محمد، وكانا حاضرين معه في جميع جهاده حتى قتل، وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى، واستأذنه أبو عبدالله جعفر بن محمد @ لسنّه وضعفه بالرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه، فأذن له، وكانت رايته مع الأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وخرج معه المنذر بن محمد بن المنذر بن عبدالله بن الزبير، وابن أبي ذيب، وابن عجلان، وخرج معه مصعب بن عبدالله بن الزبير، وابنه عبدالله بن مصعب، وأبو بكر بن أبي سَبْرة الفقيه الذي يروي عنه الواقدي، وكان عمرو بن عبيد، ونفر من أعيان المتكلمين من معتزلة البصرة اختبروه، ووقفوا على غزارة علمه، ودعائه إلى القول بالعدل فبايعوه، ومن الناس من أنكر أن يكون عمرو بايعه، والصحيح هو الأول، ذكره السيد أبو طالب #.
  وقال في الشافي: كان ظهوره بالمدينة ... إلى قوله: وظهور دعوته بخراسان ومبايعة جمهور أهلها له # لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ١٤٥ هـ خمس وأربعين ومائة، وروي: غرة رجب.
  فخرج # متوشِّحاً سيفَه، وهو يقول لأصحابه: لا تقتلوا لا تقتلوا، ودخل المسجد قبل الفجر، فخطب الناس، ولما حضرت الصلاة نزل فصلى وبايعه الناس طوعاً إلا شرذمة، وهرب رياح بن عثمان المريّ عامل أبي جعفر على المدينة، وصعد دار مروان، فأمر بهدم الدرجة فصعد إليه من أخذه من هناك، وجاءوا به إليه #، فسأله عن أخيه موسى، فقال: أنفذته إلى أبي جعفر، فبعث جماعة من الفرسان خلفه فلحقوه فردوه إليه، وخرج منها إلى مكة وبويع هنالك وعاد إلى المدينة.
  إلى قوله: وقد كان عمرو بن عبيد وأعيان المتكلمين بايعوه، وبايعه علماء البصرة بعد أن وقفوا على غزارة علمه، وسعة فهمه، واجتمع عليه الزيدية والمعتزلة والعلماء من أهل الفقه والمعرفة، وعلموا دعاءه إلى العدل والتوحيد، وإقامة عمود الإسلام،