مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسألة الجمع بين الصلاتين]

صفحة 177 - الجزء 1

  و [سألت] عن معنى قول الإمام محمد #: «حليم من صفات الأفعال، وضد الحلم الجهل»؟

  الجواب: اعلم أن قوله: «حليم من صفات الأفعال»، غير مستنكر من المقال، لأن الأفعال هم العباد، وهم فعل من أفعال اللّه سبحانه، وقد يوصف من حلم منهم بالحلم، فيقال: حليم، وكذلك فقد يوصف من جهل منهم بالجهل، فيقال: جاهل، وليس تخلو الأجسام من التضاد في ذاتها، ومن تضاد أعراضها وصفاتها، واللّه تبارك اسمه فليس بمشبه لشيء من خلقه في جميع أحوالهم، ولا في شيء من هيئاتهم، ولكل قول اللّه مما وصف به نفسه معنى يخرج على غير ما تخرج عليه صفات خلقه وهيئاتهم، فتبارك اللّه المتقدس عن ذلك، لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، الذي خلق المتضادات، ليعلم أن لا ضد له، فله الحمد على مننه وإحسانه.

  و [سألت] عن معنى قول اللّه سبحانه: {وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ}⁣[البقرة: ٢١٩]؟

  الجواب: إن هذا أمر من اللّه سبحانه لرسوله #، لمسألة عما ينفق بالعفو، لما علم سبحانه فيه من الفضيلة على النفقة، وأنه يصلح من الأحوال ما لا يصلحه بالأموال، والدليل على ذلك قول اللّه سبحانه: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣]. والأجر فهو:

  النفقات والعطاء والمودة، والمودة فهي: المحبة، فعرّفنا سبحانه هاهنا أن المودة