مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسألة الجمع بين الصلاتين]

صفحة 182 - الجزء 1

  الجواب: اعلم - هديت ورشدت - أن الأرض لم تخل من إمام حق، وواجب على الأمة أن يعرفوه، وكذلك عليهم أن يطلبوه حتى يجدوه، لأن ذلك عليهم من طلبه، أيسر منه عليه لو طلبهم، وقد جعل اللّه جل اسمه لهم من الاستطاعة لذلك ما لم يجعل له، فالواجب عليهم أن يطلبوه، وليس بواجب عليه أن يطلبهم، والدليل على ذلك ما أضرب لك من المثل فتفهمه بفهم واع فطن، فإنك تجد الأمر كما ذكرت، وحينئذ تنتبه من نومك، وتبعد من فكرك.

  أرأيت - وفقك اللّه لما يرضيه - لو أن رجلا دفع إليك حمل لؤلؤ مثقب كله غير منظوم، ومنه عشر حبات غير مثقبات مختلطات بسائر اللؤلؤ، وكل ذلك اللؤلؤ صغار، وقال لك: أخرج العشر من جملة هذا الحمل، أكان أيسر عليك، أو رجل دفع إليك مدّ لؤلؤ بمد النبي ÷، وفيه درة من أظهر الدر وأتمه، فقال: أخرج أكبر لؤلؤة في هذا اللؤلؤ الصغار، أليس بحق يعرف ذلك الأطفال فضلا عن الرجال؟! إخراج الدرة من المد أيسر من إخراج العشر الصغار من حمل اللؤلؤ الصغار المثقب؟! فإذا كان هذا في القياس والمثل بيّن المعنى عند من وعى وعقل، فكذلك الإمام في أهل بيت محمد، كمثل الدرة في المد اللؤلؤ، ومثلهم في هذه الأمة كمثل المد مع الحمل، وكذلك شيعة الإمام في هذه الأمة كمثل العشر الحبات من اللؤلؤ المصمت في الحمل اللؤلؤ المخرق، والحمل مثل هذه الأمة القليلة البركات.

  وأنت أيها الأخ - أرشدك اللّه وهداك - إذا طلبت آل محمد وجدتهم، وأحطت بهم إذ هم قليل في هذه الأمة، فإذا وجدتهم وبحثتهم وجدت حجة