مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسألة الجمع بين الصلاتين]

صفحة 185 - الجزء 1

  [الصافات: ١٤٧]. فأتت كأنها ألف شك، واللّه تبارك وتعالى لا يوصف بهذه الصفة، إذ هو المحصي لكل عدد العالم بكل أحد، سبحانه وعظم شأنه، وإنما معنى {أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧} فهو: ويزيدون، فأثبت الألف في هذا المكان لمعنى ما ذكرت لك، وطرحها عند ذكر الشمس فقال: {لِمُسْتَقَرٍّ لَها}، وإنما المعنى: لا مستقر لها، وهذا أمر من اللّه سبحانه في الشمس وما يعاين منها، فبيّن والحمد للّه، لأنها في الجري دائبة لا تقر وقتا ولا تقف، وإنما هي كما وصفها اللّه جل اسمه، لا مستقر لها حتى يصرم اللّه سبحانه أمور الدنيا، ثم له فيها وفي غيرها من خلقه من الأمر ما شاء، فتبارك اللّه أحسن الخالقين.

  و [سألت] عن معنى قول اللّه سبحانه: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٤٠}⁣[الأنبياء: ٣٣، يس: ٤٠]؟

  الجواب: اعلم أن اللّه تبارك وتعالى لما ذكر الشمس والقمر فقال: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ}⁣[يس: ٤٠]. كل ذلك تعريف من اللّه لعباده، أن الكل من هذين النجمين النيرين، وهذين الليل والنهار الدائبين في فلك يسبحون، والفلك فهو: ما جعل اللّه من الأهواء الجارية بقدرته في أجواء السماء، وما أحل فيها بلطفه من النجوم التي تعاين وترى، والسبح فهو: الحركة والزوال بالسنين والانتقال، كما جعل اللّه ذو الجلال، فاعلم ذلك.

  و [سألت] عن قول اللّه سبحانه: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ٣٩}⁣[يس: ٣٩]؟