مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[مسائل علي بن خراش]

صفحة 200 - الجزء 1

  مقال تسليم وإقبال، فسل عنها وانظرها، فلولا الاجتزاء بها لأعدتها في كتابي هذا، فاعلم ذلك.

  و [سألت] عن قول اللّه سبحانه: {وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ٦٤}⁣[مريم: ٦٤]. ما معنى {وَما بَيْنَ ذلِكَ

  الجواب: اعلم أن هذا الكلام كلام ملائكة اللّه $، فأخبروا أنهم لا يتنزلون إلا بأمر بهم، وأقروا أن له ما بين أيديهم وهو: ما يكون أمامهم وقدامهم، وما خلفهم وهو: ما يكون وراءهم وأعقابهم، {وَما بَيْنَ ذلِكَ} فهو: مكانهم وما كانوا فيه حيث هم زمانهم، فكل ذلك للّه تبارك وتعالى، ونافذ فيه حكمه وأمره.

  و [سألت] عن قول اللّه سبحانه: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا ٧٤}⁣[الإسراء: ٧٤] الآية؟

  الجواب: اعلم أن هذا خطاب من اللّه سبحانه لنبيه ÷، عاتبه فيه، وأيقظه عن الغفلة عنه، فقال ø: {لَقَدْ كِدْتَ}.

  ومعناه: أردت، {تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} ومعناه: تميل، {شَيْئاً قَلِيلًا ٧٤} معناه: ميلا يسيرا، فنهاه اللّه سبحانه عن الميل إلى أعدائه بقليل من الميل أو كثير، وحذّره ذلك لما علم سبحانه فيه من المضرة التي ربما قصر المخلوقون عن علمها، فهذا المعنى فيما سألت عنه.