[مسائل علي بن خراش]
  الباطل، فإن احتجوا من كتاب للّه احتجوا بالمتشابه، وقد أخبر اللّه عنهم، فقال ø: {فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ}[آل عمران: ٧].
  فأخبرنا اللّه ø أن من احتج بالمتشابه باغي فتنة، وقد رأينا ذلك فيهم مشاهدة. وإن احتجوا من الأخبار عن رسول اللّه ÷، احتجوا من طريق الآحاد، لا من طريق الإجماع، وطرحوا حجة العقل والقياس، وقالوا: الشيطان أول من قاس، وهم مع ذلك قد قاسوا كما قاس، وهلك بذلك من هلك من الناس، ثم هم بعد ذلك كله مجمعون معك في أصول الدين، ثم هم بعد ذلك كله ينكسون على رؤوسهم، فيرجعون في متابعة أهوائهم، وإلى ما لبّس به عليهم من رؤسائهم، فبعدا لهم ولمن صرخ بهم إلى النار، فأجابوا دعوته، وسمعوا واعيته، ثم لتكن تعلم أن هؤلاء يسمون بالفسق، إذ عليهم اسم الأمة واقع، وإذ كلهم بالشهادتين عن نفسه وماله دافع، ثم لتكن تعلم أنهم والمشركون في المعنى والعذاب مشتبهون، وإن كلهم بعد الدعوة والتكذيب يقبلون، وإن لكلا الفريقين بعد القتل حكما غير حكم الآخر، مذكور في مواضعه من السيرة في الحربيين، فاعلم ذلك.
  و [سألت] عن إبليس اللعين، وما ذكر اللّه من قدرته على آدم وذريته، وقال: من أين استوجب عدو اللّه هذه القدرة، حتى عاد قريبا من أولياء اللّه؟! وقد قال اللّه سبحانه: {إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ ٤٢ ...} إلى قوله: {لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٣٩ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ