مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى حمير]

صفحة 350 - الجزء 1

  والأداء لما يلزمها من واجب زكواتكم، وللصّير بكل حق يجب للّه عليكم، من القصاص والحدود وجميع ما أتى اللّه فيه من الأمر والنهي.

  اللهم إن لهم علينا الوفاء بما وعدناهم من أنفسنا إن هم وفوا بما يلزمهم لنا، وأنت الشاهد علينا بما نقول وكفى باللّه شهيدا بين عباده⁣(⁣١).

  ومن شك فينا أو دخل في قلبه قول المفترين علينا، فأصر على ذلك ولم يختبرنا ويفتش عنا، فاللّه الحكم عليه، والشاهد بيننا وبينهم يوم نصير إليه، {ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ٢٨١}⁣[البقرة: ٢٨١]، عباد اللّه الذين للآخرة خلقوا وللدنيا ابتلوا، ألستم بأولي أعين ناظرة، وآذان واعية، وقلوب ذكية، تستدلون بها على من عمّر في الدنيا أكثر من عمارتكم، ونال منها أكثر من منالكم، قل أن تبقى عنه بذلك بعد طول النصب، وذوات الشعب، وحوى ذلك من لم يتعب عليه، وناله من لم ينصب فيه، وأنتم كأولئك تكونون وشيكا ما على الدنيا تزولون، وإلى الآخرة تصيرون، وعلى الجنة والنار تعرضون.

  واجعلوا طلبكم للدنيا من حلها، واسلكوا للآخرة من سبيلها، ولا تغتروا بالدنيا وأهلها، فلكم مغرور خدعته! وواثق بها صرعته! ومفتون بها أهلكته!


(١) في السيرة: عبادك. ولعل الصواب ما أثبت.