مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[عهد القاسم لأهل ولايته]

صفحة 357 - الجزء 1

  وسائر الناس من بعد من ذكرت ثلاث طبقات: فمنهم⁣(⁣١) السلاطين وأتباعهم لنائل الدنيا، وبهم يستعان عليها.

  والفقراء الذين لا مهنة لهم إلا طلب ما في أيدي الناس، من حق يجب للّه عليهم، أو نائل يطلبونه منهم، وكل فأعزّ⁣(⁣٢) منك بسبب حاجتك إليه.

  أما السلاطين فيحتاج إليهم إن كنت ذا مسألة لهم، وحاجة إليهم، وإذا كنت رعية لهم تخشى⁣(⁣٣) من جورهم، وما تخشى الرعية من مثلهم، أو كنت سلطانا تطلب كطلبهم، وأيما ما كنت فيه فالحاجة تسوقك إليهم، إن كنت طالبا لرفدهم فلن تنله إلا بالإيجاب لهم، والإجلال لمقاديرهم، من حسن الثناء عليهم، والأدب الذي يقرب من مثلهم.

  وإن كنت رعية كنت محترسا ممن يقرب إليهم بالسعاية، مسعدا مما يوجب العقوبة، منفردا إليهم بالاستقامة، محببا بالخدمة، مدار بالحق أسيهم، ومن الأنوال يسعى بكل قول وفعل إليهم، وأفضل من ذلك الابتعاد عنهم وعن مضارهم، وأسلم في الدين، إلا أن الضرورات تسوق المرء إلى ما لا يشاء.


(١) في السيرة: فهم. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) في السيرة فاعز. والصواب ما أثبت.

(٣) في السيرة: يخشى. والصواب ما أثبت.