[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  الرفيعة محلك، وكذلك ذكرت - أحسن [اللّه] توفيقك - أني لا أخرج مخلافا ممن وجدته في يده ولا رعية من راعيها، وقد جعلت ذلك لمن(١) سلّم، فأما من عرض السفه لي، ولم يرعو لقولي، فلم أجعل هذه الشريطة لمن كان كذلك، وإنما جعلتها لمن وصل حبلي بحبله، ووافقني على العمل بحكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم، ولا متعلق لذلك بذلك أيضا.
  وأما ما أضفت إلينا من الغدر فمحال ذلك، وبهتان يلعن اللّه من فعل غدرا، ومن قال زورا.
  وأما ما تذكره من أني غدرت بأهل نجران فمحال ذلك من أهل نجران إن كانوا زعموا ذلك، وإن كان من بعض من يريد أن يطغى فليس لخصم على خصمه قول إلا ببينة، فأبن ذلك، أو بينوا لأهل نجران إن كانوا المدعين، وإن كنت المدعي لهم، أبى اللّه لي ذلك وطهّرني منه، فقل قولا يصح.
  وذكرت أني غدرت بني عمي وأسرتهم، كان معي القاسم بن الحسين الزيدي، ولم والعظيم أغدر به، ولا بأحد من البرية، بل وليته مقامي وقلدته ذمتي فغدر، ثم أذممت له وأساء ثم أمرته بالإحسان إليه، فلما لم أسعده في غيّه، وأتبعته في جهله غدر بي كما فعلت، واللّه يحكم بيننا وهو خير الحاكمين.
  واللّه ما قصرت في الزيدي منذ وصلني إلى هذه الغاية، فإن كان قد شكاني إليك فهلا وقفت أنت وغيرك على عهدي له، ثم لتعلمن من بعد نظر
(١) في السيرة: لم. ولعل الصواب ما أثبت.