[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  أنه الغادر لا أنا، ولكل نبأ مستقر ولن يخفى من الأمور لا ظاهرا منها ولا مستورا، خلا ما لا يكون، وإن أحببت أنت أن تفتشني وإياك علماء الأمة على علم الكتاب وسنة الرسول صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم وأنا والسلف فعلت لك ذلك، لئن يخرج الشك من قلبك، وتعترف بمن هو أولى بالفضل منك.
  كذلك ذكرت أهل بيت بوس، فأما أهل بيت بوس فإن ابن سلمة أدخلنا ذلك المكان مظهر الطاعة، فلما حلّ ولدي عنده نزل به ابن أبي الفتوح وسأله الوصول معه إلى صنعاء، وذكر له أني خارج فأتى يطلب مني الأناة، فلما أخرجا في الليل البرية ... (١) بنو شهاب بينهم، فاتفق رأيهم أن أجلسوا للرجلين ومن معهما، جماعة في الحصن وجماعة في النقيل الطالع إلى الحصن، وعزموا المكيدة فيهما، فطال مكثهما في المدينة، ولم يخرجا إلا وجه الصبح فأسفرا قبل وصول القلعة، فتحير من كان في النقيل إلى الشعب الذي في المكان فمكثوا فيه، وهي الحصن من فيه من معقاب محسوسين، فوصل الرجلان النقيل وليس عليه أحد، فولجا في الحصن فلما أن صاروا فيه شكا إلى جعفر بعض أخدامه فأمر له فنادى الخادم بأعلا صوته، السلاح والرجال، فهدت الجماعة التي في الشعب تحسب أن أصحابها قد واقعوا في الحصن، فخرج لهم من في الحصن من أصحابنا فطردوهم وكفى اللّه من مكيدتهم، وفل منهم شوكتهم، وذلّ من في الحصن.
(١) بياض في المخطوط.