مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم العيانى،

القاسم بن علي العياني (المتوفى: 393 هـ)

[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]

صفحة 399 - الجزء 1

  الناحية، والأمر بيد اللّه ليس لأحد منه شيء، فسهّل⁣(⁣١) على نفسك، وأيقن أن ما شاء اللّه كان.

  وأما ما ذكرت من افتخار الناس بأسلافهم، ولم أزد على أن أصغر لهم ورفعت نفسي وحططت أسماءهم، وهذه خلة يلعن اللّه من فعل فيها ما ذكرت، أنا بفخرهم أفخر وأتباعهم أذكر.

  وأما ما تعلق به على من ترك تسميتهم على المنبر، فإن ذلك كثر، وجاوز من ذكر من الفضلاء حتى عتب ذلك عليكم، وفي إجمال ذكرهم من دون الأسماء ما كفى، لأنه لا اختلاف بين الأمة في الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أن يصلي على النبي وعلى آله الطيبين الطاهرين، وهذا أجمع وأكفى من التفريق، وتسمية بعض فضلاء أهل البيت دون بعض، فما علقتك بمثل هذا فعالك من الحجة علي.

  وقلت: إن الناس انصرفوا عني إذ رأوني أتهدد أهل بيتي بالقتل والسيف، وهذه دعوى لا صحة لها، لا الناس سمعوا مني هذا، ولا أنا بحمد اللّه نويت هذا الفعل دون قوله، وإنما تعلقكم علي بطلابة بني أبي الطيب، إذ قيل صاحبهم يمن بآرائه صاحبا يأمن الرعية، فلما خرجا وبقي في البلد أنفار منكم طلبوا قتل بعضهم، فلم أوصلهم إلى ذلك، وقلت: قبلكم سلاطين فهم بظاهر البلد ولسنا نحول ولا بين مرادكم منهم نسبة حالهم، إذ وتروا وبقية


(١) في السيرة: فيسهل. ولعل الصواب ما أثبت.