[كتابه إلى يوسف بن يحيى بن الناصر]
  منا أنهم لا يذكرون من كان بظاهر البلد، فأنتم من يومئذ متعلقون من هذا القول بما لا يوجب لي لوما ولا قليلا.
  وأما قولك - جعلت فداك -: إني أرسلت لبني أبي الطيب حتى يفعلوا المنكر، وأنهم أظهروا ذلك فما أنكرته ولا غيرته، فلم أعلم أني أرسلت لهم لغير المنكر، فضلا عن المنكر أعوذ باللّه من ذلك، وأما القوم فوصلوا لما لم يجهلوا، فإن كانوا أتوا منكرا فغير متصل بي، ولا منسوب إلي، ولم أر ولم أسمع ولم يحضر عندي من يثبت بذلك شهادة، فأكفهم عن ذلك بالموعظة، وأما الحد فلم نجد استطاعة نقيم بها الحدود، ويمنعني من ذلك كالذي يمنعك، وأنت فلم تزل تخبر عن سفهاء الذرية بما يوجب الحد والأدب فلم تسل بغير ذلك.
  وأما ما تذكر وتشتكي مما جعلته سببا للتخريج مما دخلت فيه معي، فليس ذلك بمخرجك مما دخلنا فيه، وإن حكم بذلك حاكم بيننا دخلنا تحت الحكم، إلا أنه أوكد من رواسي الجبال، ولو استقلت من قبل ما جرى ألا قلت، ولقد نبذت إليّ عهدي في حال الفسحة لما لمت.
  وأما ما يتعلق به على ذلك المعنى الجاهل من خطأ القول، فمثله أخطأ وأساء قبح اللّه وجهه وفعله، ولا بلّغه في القبح أمله، صغر عليّ واللّه ما يشكو منه، ولا حيّ له ولا كرامة ولا نعما، غير أن أخبر فعله وما هو أهله، وإن لم يكن منه انقلاع عن السيئ فقصر اللّه عمره.
  وأما قولك - جعلت فداك -: إني سميت بغير اسمي وادعيت ما ليس لي، فليس الأمر كما ذكرت، أما واللّه لو كان ذلك لأخرجني منه العلماء كما